في تجربة مسرحية جريئة وغير تقليدية، يأتي عرض “توارخ تونس” ليعيد مساءلة التاريخ لا باعتباره مجموعة من الحقائق الثابتة، بل كمنظومة من الروايات التي قد تكون خضعت للتجميل، التحوير أو حتى الاختلاق.
هذا العمل، من تأليف وإخراج حاتم القروي، يقف على تخوم الحقيقة والخيال، مستحضرا شخصيات تاريخية “موجودة” وأخرى “خيالية”، تتوالى على الركح في محاولات لإثبات شيء ما… وُجد أو لم يوجد…
”توارخ تونس” لا يعد درسا في التاريخ، بل هو مراوغة فنية تقوّض السرديات التقليدية، وتنزع عن المعارك والصراعات التي سُردت سابقا طابعها القدسي.
ففي هذا العرض، يتحوّل الركح إلى مرآة غير وفية لما دوّن في الكتب، بل مرآة تهزأ من يقيننا، وتدعونا للسخرية من أنفسنا، ومن كل من يعتقد أن التاريخ علم محايد لا يقبل الجدل.
يعرض العمل يوميّا كل من 30 و31 أكتوبر و1 نوفمبر على الساعة 19h30 بقاعة التياترو، كدعوة لنا لمسائلة أنفسنا بالقدر الذي يدفعنا به العرض للسخرية من السرد الرسمي.
يشارك في التمثيل كل من: سماح
السنكري، مهدي شمّام، عزيز جدّة، إجلال الماجد، محمد علي بليّش، وحاتم القروي.
ويضيف العنصر الموسيقي بعدا إيقاعيا خاصا من خلال موسيقى أنس الزمالي، ومقاطع راب يؤديها كل من مهدي شمام وMassi.
من ناحية أخرى،فالرؤية البصرية للعرض تتكامل مع فيديو بدر بن علي، وإضاءة وسينوغرافيا صبري العتروس، في حين تتولى عبير نايت علي تصميم الملابس التي تنسجم مع الطابع الزمني الهجين للعمل.
هذا وتولّت رحمة الدريدي إنتاج العرض، وصمّم الهوية البصرية والغرافيكية مهدي الشابي، كما تشرف كريمة الوسلاتي على لعلاقات مع الصحفيين الجانب الاعلامي للعرض.
”توارخ تونس” دعوة مفتوحة للهزء، للشكّ، ولتفكيك السرديات الكبرى…
تعالَ و اسخر معنا… وعلينا… وعلى نفسك.