
أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 عن فوز السياسية والمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، تقديرا لما وصفته اللجنة بجهودها الدؤوبة من أجل تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا وسعيها نحو انتقال سلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
من هي ماريا كورينا ماتشادو؟
ماريا كورينا ماتشادو، المولودة عام 1967 في كاراكاس، تُعد واحدة من أبرز الشخصيات المعارضة في فنزويلا. درست الهندسة الصناعية، وبرزت في العمل العام من خلال تأسيسها لحزب Vente Venezuela، ثم انتخابها نائبة في الجمعية الوطنية عام 2011 قبل أن تُسحب عضويتها عام 2014 في خطوة وصفتها المعارضة بأنها سياسية.
السياق السياسي والفوارق الضاغطة
رغم المضايقات وحملات التشويه والمنع من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024، ظلت ماتشادو متمسكة بنهج النضال السلمي من داخل البلاد، رافضة اللجوء أو الانسحاب من المشهد السياسي، ما جعلها رمزًا للمقاومة المدنية ضد القمع والاستبداد في أمريكا اللاتينية.
وفي بيانها الرسمي، أوضحت اللجنة النرويجية لنوبل أن قرار منح الجائزة لماتشادو جاء تقديرا لشجاعتها واستمرارها في الدفاع عن المبادئ الديمقراطية رغم المخاطر الشخصية والسياسية التي تواجهها. وأضافت أن نضالها يمثل أملا لشعب يسعى إلى الحرية بوسائل سلمية.
ردود الفعل الدولية والتغطية الإعلامية
نشرت صحيفة واشنطن بوست أن هذا التكريم يشكّل نقطة تحوّل في مسار المعارضة الفنزويلية، ورسالة تضامن عالمية مع كل من يواجهون الأنظمة الاستبدادية في أمريكا اللاتينية.
أما مجلة تايم الأمريكية، فوصفت فوز ماتشادو بأنه اعتراف دولي بصلابة امرأة جعلت من النضال السلمي دربا لتحرير وطنها.
ردود الفعل على هذا الإعلان كانت واسعة، إذ هنأت شخصيات سياسية ومنظمات حقوقية ماتشادو على الجائزة، معتبرين أن منحها هذا التكريم يُعيد تسليط الضوء على أزمة الديمقراطية في فنزويلا ويعزز الضغوط الدولية على حكومة نيكولاس مادورو.
دلالات وأهمية هذا التكريم
تُعد هذه الجائزة، وفق مراقبين، دعما رمزيا للقوى المدنية حول العالم، وتأكيدا على أن جائزة نوبل للسلام ما زالت تُكرّم الأصوات التي ترفض الاستسلام أمام القمع وتؤمن بقدرة التغيير السلمي على إعادة بناء الأوطان.