في حوار في برنامج Culture Plus على إذاعة موزاييك أف أم مع سامية الحامي، استرجعت سنية الحطاب، ابنة الفنان الراحل إسماعيل الحطاب، ذكريات جمعتها بوالدها الذي وصفته بـ”الحنون” رغم ما اتسم به أحيانا من صرامة. وقالت: « الذكريات مع بابا كانت كلها حلوة،كان ديما يضحك ويعمل جو في الدار، صحيح ساعات صعيب، لكن معانا ديما باهي»

توقفت سنية عند واحدة من الأغاني التي تعتبرها الأقرب إلى قلبها، وهي “بين الوديان”، مؤكدة أنها كلما استمعت إليها شعرت بطاقة خاصة وبهجة. كما أشارت إلى الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها والدها، إذ غالبا ما كانت مكانته الفنية والاجتماعية تفتح أمامها الأبواب: « في أي بلاصة نمشيها، الناس يفرحوا كي يعرفوا إلي أنا بنت إسماعيل الحطاب، والقضية تتقضالي فيسع»

لكنها لم تُخفِ في المقابل حجم المعاناة التي عاشتها العائلة بعد رحيله، خاصة من الناحية المادية، معتبرة أن الفنان لم يُمنح حقه «أمي ما عندهاش شهرية قارة، وأنا وراجلي وخويا قايمين بيها… بابا وقت اللي توفى خلّى خويا صغير وأنا اللي كملت المشوار.»
وكاعتراف بالجميل، توجهت بالشكر للفنان عبد اللطيف الغزي والفنانة حبوبة على وقوفهما إلى جانب العائلة، مذكرة بدورهما في عرس شقيقها.

و عودة على المسيرة فنية التي رسخت الغناء البدوي التونسي، فان إسماعيل الحطاب هو من أدخل آلة الزكرة إلى الساحة الإذاعية مما ساهم في تثبيت حضور الموسيقى البدوية داخل المشهد الفني التونسي.
كما ساهمت مشاركته في البرنامج الإذاعي الشهير “القافلة تسير” في تعرّف الجمهور الواسع بأغانيه وأدائه المميز. ومن أبرز اغانيه “بين الوديان” “الخمسة اللي لحقوا بالجرة” “دزيتيلي هاني جيت”.
وفي 1991 نجح الفنان الكبير في تقديم نموذج يجمع بين الغناء الشعبي والعرض المسرحي عندما اعتلى ركح مهرجان قرطاج الدولي في عرض “النوبة”.

رحل إسماعيل الحطاب سنة 1994، لكنه ترك وراءه إرثا فنيا حاضرا في ذاكرة التونسيين لا يزال مستمرا عبر صوته وأغانيه التي بقيت شاهدة على حقبة كاملة من تاريخ الفن الشعبي التونسي.

إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقًا