
في سهرة استثنائية جمعت بين الإعلام والفن، قدّم الموسيقي والملحن محمد علي كمون عرضه الشهير “24 عطر” خلال Hashtag Media Night، ليحوّل فضاء Golf Yasmine Hammamet إلى مسرح حيّ للذاكرة والهوية التونسية.
العمل الذي انطلق منذ سنوات كفكرة لإعادة اكتشاف الموروث الموسيقي المحلي، لم يتوقف عند حدود الجمع والتوثيق، بل أعاد تشكيله في قالب معاصر، يمزج بين الروح التراثية واللمسة الإبداعية الحديثة. ليمثل كل عطر من هذه المجموعة قطعة موسيقية تحاكي ولاية، إيقاع، أو لحظة من الذاكرة التونسية، ليصير العرض لوحة فسيفسائية تعكس تنوّع البلاد وغناها الثقافي.
في هذا السياق، لم يكن حضور “24 عطر” ضمن برمجة Hashtag Media Night مجرّد فقرة فنية، بل علامة فارقة تعكس فلسفة التظاهرة.
لنجد الربط بين الإعلام والإبداع، بين الصورة والصوت، وبين التأثير الثقافي والدور المجتمعي.
فكما يسعى الإعلام إلى سرد القصص وتوثيق اللحظات، يقدّم كمون من خلال موسيقاه سردا موازيا
لا بالكلمات وإنما بالنغم والايقاعات.
الحاضرين تفاعلوا مع العرض بتأثر واضح، إذ حملتهم الألحان من أعماق الجنوب التونسي إلى سواحل الشمال، مرورا بالسهول والجبال، في رحلة حسية حقيقية معطّرة بذاكرة جماعية مشتركة.
وهنا تكمن قوة “24 عطر” “تحويل الموسيقى إلى لغة جامعة تتجاوز الحدود والاختلافات.”
هكذا أثث محمد علي كمون السهرة بطريقته الخاصة، ليتجاوز العرض فقرة فنية ويمثِّل تجربة جمالية متكاملة، تليق بروح حدث هدفه الأول الاحتفاء بالتواصل، بالإبداع وبالإنسان.