بعد ثمانية وعشرين عاماً من أول ظهور لها على ركح قرطاج، عادت الفنانة الإماراتية أحلام لتختتم الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي في سهرة استثنائية أقيمت يوم 21 أوت 2025. عودة حملت الكثير من الرمزية بالنسبة إليها، إذ اعتبرت أنّ هذا المسرح كان نقطة انطلاقة مسيرتها الفنية، وأنّ جمهوره كان وما يزال سنداً لها في مشوارها.

وخلال الندوة الصحفية التي سبقت الحفل، شددت أحلام على أنّ الغناء على مسرح قرطاج مسؤولية كبرى، خصوصاً وأنها الفنانة الخليجية الوحيدة التي اعتلت هذا الصرح الفني، وقالت: “أختار أغنياتي بعناية، أحب الكلمة الجميلة واللحن الطربي، وأسعد بكوني فنانة مازالت تحافظ على اللون الطربي”.

انطلقت السهرة بتكريم خاص قدمته أحلام لأستاذها أنور عبد الله، الذي كان أول من وثق في صوتها وقدّمها إلى الساحة الفنية. بعدها، قاد المايسترو وليد فايد الفرقة الموسيقية المصاحبة في رحلة عبر الأغنية الخليجية، لتفتتح أحلام العرض بمقطع موسيقي من “ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم، قبل أن تؤدي أغنيتها “ناويالك على نية” وسط تفاعل الجمهور.

وفي كلمة موجهة للحاضرين، عبرت أحلام عن امتنانها قائلة: “وجودي هنا هو لقاء قلوب. غنيت على هذا المسرح قبل 28 عاماً، واليوم أشعر وكأنها المرة الأولى. البداية من قرطاج تعني الاستمرارية، فشكراً من القلب”.

طوال ثلاث ساعات، قدّمت أحلام مختارات من رصيدها الغنائي، تنوعت بين القديم والجديد، منها “مثير”، “بطلنا نحب”، “ما يصح إلا الصحيح”، “تدري ليش أزعل عليك”، “عايش حياتك”، “ليه مضايق” و”رأس قمة”، حيث نجحت في المزج بين المقامات المختلفة والإيقاعات المتجددة، مؤكدة قدرتها على التجديد مع الحفاظ على أصالة الكلمة واللحن.

ولم تغفل الفنانة عن أداء الأغنية التونسية “عل المقياس”، التي كانت بوابة نجاحها الأول بقرطاج قبل 28 عاماً. وقدمتها هذه المرة بمرافقة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، في لوحة فنية أثارت تفاعل الجمهور وزغاريده. كما لبت طلب طفل صغير شاركها الغناء على المسرح في لحظة إنسانية مؤثرة أعادت الدفء لعلاقة الفنان بجمهورها.

أحلام أثبتت من خلال هذه السهرة أن النجاح الفني لا يقوم فقط على الصوت القوي، بل على الإصرار والوفاء للمسار الذي رسمته منذ بداياتها، مع حرصها على تقديم فن يجمع بين عمق الكلمة وجمال اللحن المستمد من روح الصحراء وأصالتها. هكذا جاء اختتام مهرجان قرطاج الدولي ليلة لا تُنسى، ستظل راسخة في ذاكرة الحاضرين.

وفي الختام، أسدل الستار على فعاليات الدورة التاسعة والخمسين بالحب والوفاء لدرب التميز، على أن تواصل الفنانة أحلام إقامتها في تونس صحبة فريقها، بهدف الترويج لتونس سياحياً وثقافياً، تأكيداً على مكانتها الخاصة في قلبها واعترافاً بفضل جمهورها التونسي.

إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقًا