شهدت سهرة الاثنين 11 أوت 2025 من الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي تكريمًا لذكرى الفنان التونسي فاضل الجزيري، الذي رحل تاركًا إرثًا في المسرح والسينما والموسيقى. وجاءت هذه اللفتة في افتتاح العرض، لتؤكد أن المهرجان يواصل الاحتفاء بالمبدعين حتى بعد رحيلهم.

عقب ذلك، قاد الموسيقي المالي باسكو كوياتي الجمهور في رحلة موسيقية نحو عمق الصحراء الإفريقية، معيدًا تقديم آلة “النغوني” التقليدية في صيغة معاصرة. وتتميز هذه الآلة الوترية، القريبة من آلة القمبري التونسية، بكونها أداة أساسية لدى الرواة والموسيقيين التقليديين في مالي، ويتراوح عدد أوتارها بين أربعة وسبعة.

ضمّت فرقة كوياتي أربعة عازفين على “النغوني” بأحجام مختلفة، إلى جانب زوجته آمي ساكو التي تولت الغناء. وقدم العرض توليفة موسيقية جمعت بين الإيقاعات الحيوية والرسائل الإنسانية، بما في ذلك الدعوة إلى الحرية والعدالة والسلام.

بدأ كوياتي مسيرته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي مع أوركسترا “سيميتريك” بقيادة تومايني دياباتيه، قبل أن يتعاون مع أسماء بارزة مثل تاج محل وعلي فاركا توري، ويؤسس في 2005 فرقته “نغوني با” التي شاركت في عدة مهرجانات دولية.

في الندوة الصحفية التي أعقبت الحفل، عبّر كوياتي عن ارتياحه للأجواء في المهرجان، مشيرًا إلى أن تونس قريبة إلى قلبه وأنه يعتبرها “بيته الثاني”، خاصة وأن ابنته درست فيها خمس سنوات. وأعلن نيته العودة إليها لقضاء عطلة مع عائلته.

وتحدث عن تاريخ آلة “النغوني” التي تعود جذورها إلى ما قبل الميلاد، مؤكدًا أنها إرث عائلي ورمز من رموز الهوية الموسيقية في مالي، وأن أبناءه وأحفاده يواصلون العزف عليها لضمان استمرارها. كما أشار إلى مقطوعة “Poye” التي أداها خلال الحفل، والتي تعود إلى 700 عام وكانت تقدم في الماضي تكريمًا للملوك والمحاربين الكبار.

وأكد كوياتي أن الموسيقى بالنسبة إليه وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي ونقله إلى الأجيال القادمة.

إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقًا