
أحيا الفنان التونسي صابر الرباعي سهرة فنية مساء السبت 2 أوت 2025، ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، وسط حضور جماهيري كبير توافد منذ ساعات مبكرة إلى محيط المسرح.
الرباعي، الذي اعتاد الغناء على ركح الحمامات، قدّم عرضًا تنوّع بين الطرب والموسيقى الإيقاعية، جامعًا بين أغانيه الجديدة وأعماله المعروفة، كما مزج في اختياراته بين الموروث المحلي والأنماط الموسيقية الشرقية. وجاء أداؤه متوازنًا، عكس خبرته الطويلة في التعامل مع مختلف الأذواق، من خلال برمجة مدروسة تدرجت بسلاسة على امتداد السهرة.
انطلقت الأمسية بأغنية “برشا”، لتتبعها “دلولة” و”مزيانة”، قبل أن يواصل تقديم باقة من أغانيه المتنوعة، من بينها “تمنيت”، “ببساطة”، “عز الحبايب”، و”عشيري”، وهي أعمال تجاوب معها الجمهور مرددًا كلماتها في مشهد يعكس علاقة الفنان الوثيقة بجمهوره.كما أدى الرباعي خلال السهرة مجموعة من أغانيه الشرقية مثل “تفتكر”، “على نار”، و”عزة نفسي”، إضافة إلى أعماله الأحدث على غرار “ماذا لو”، “اختارك”، و”ولا كلمة”، وصولًا إلى “خلص ثارك” و”صيد الريم”، محافظًا على تركيزه وأدائه رغم تنوع الألحان واللغات.
ولم تغب عن البرنامج لمسة وفاء للذاكرة الموسيقية التونسية، حيث قدّم الرباعي مقاطع من أغاني محمد الجموسي، قبل أن يعود إلى ريبرتواره الخاص بأغنية “أتحدى العالم”، ويختتم السهرة بـ”سيدي منصور”، التي شهدت أكبر تفاعل من الجمهور.
في تصريح إعلامي عقب العرض، أعرب صابر الرباعي عن سعادته بالعودة للغناء على مسرح الحمامات، معتبرًا أن الوقوف على ركحه يمثل تحديًا ومسؤولية مضاعفة نظرًا لقيمة المهرجان وجمهوره. وأكد أن اختياره لمحتوى العرض يخضع دومًا لمعايير دقيقة تراعي تنوع الجمهور واهتمام وسائل الإعلام.
على امتداد ساعتين من الغناء المتواصل، قدّم الرباعي أداءً صوتيًا رصينًا، وحافظ على تواصله مع الحضور الذي ردد معه معظم الأغاني. سهرة أكد من خلالها مكانته كفنان متكامل قادر على التوفيق بين المحافظة على الطرب الأصيل والتجديد في الشكل والمضمون، مواصلًا بذلك مسيرة فنية تجاوزت الثلاثة عقود ولا تزال تتجدد.