
في سهرة الخميس 24 جويلية 2025، توافدت أعداد كبيرة من المراهقين والشباب، أغلبهم دون سن الثامنة عشرة، على مدارج مسرح الحمامات لحضور حفل الفنان الأردني من أصول فلسطينية حسام سيلاوي، ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي (11 جويلية – 13 أوت).
تجمّع الجمهور قبل ساعات من العرض في أجواء طغى عليها الحماس، وبمجرد صعود سيلاوي إلى الركح، تعالت الهتافات وتفاعلت الجماهير مع كل لحظة، في مشهد عبّر عن العلاقة القوية بينه وبين الجيل الجديد.
حقق سيلاوي خلال السنوات الخمس الأخيرة شهرة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا يوتيوب، دون المرور بالقنوات التقليدية، ما مكّنه من بناء قاعدة جماهيرية كبيرة في وقت وجيز.
وفي عرض الحمامات، الذي أقيم أمام شبابيك مغلقة بعد نفاد التذاكر سريعًا، قدّم الفنان مجموعة من أبرز أغانيه مثل “جميلة”، “الفي”، “لما تكوني”، و”لا تنسيني”، وبلغ التفاعل ذروته مع أغنية “عشانك”، المتوجة كأفضل أغنية عربية لسنة 2023.
تميّز سيلاوي بتقديم تجربة فنية متكاملة، حيث كتب ولحّن أغلب أعماله، جامعًا بين الكلمة البسيطة واللحن المعاصر، دون أن يفقد بعده العاطفي أو الإنساني. وأدى أيضًا أغاني أخرى أحبها جمهوره مثل “غريب بلاد”، “شايف طيفك”، “الصبر مفتاح”، “ياما”، و”عطشان”، التي عكست صوته كفنان شاب يحمل قضايا جيله بلغة صادقة ومعاصرة.
في ندوة صحفية عقب العرض، عبّر سيلاوي عن سعادته الكبيرة بتفاعل الجمهور التونسي، قائلًا: “شعرت في تونس أنني في بيتي… والجمهور ترك فيّ أثرًا لا يُنسى”. وأضاف أن التجربة كانت استثنائية فنيًا وإنسانيًا، مشيرًا إلى أدائه 14 أغنية وتفاجئه بطلب الجمهور لأغانٍ قديمة. واعتبر الجمهور التونسي “مميزًا ويحفظ الكلمات بدقة”.
كما استرجع بداياته الفنية من عمّان، مؤكدًا أن طريقه نحو النجاح لم يكن سهلاً، وأن كل أغنية يكتبها أو يلحّنها تنبع من تجربة شخصية ومشاعر صادقة.ومع الإقبال اللافت والتنظيم المحكم، يواصل مهرجان الحمامات الدولي فتح المجال أمام تجارب فنية تعبّر عن الجيل الجديد وتواكب التحولات الثقافية دون أن تفقد بعدها الإنساني.